أسوارة العروس ، أغنية الحب الحرب .
إيه إيه ، لكان مين ؟؟
إيه أنا اللي عملتها .
وينك ؟؟ ليش مين غيري أنا بيقدر بيعمل هيك ؟؟ ها ها ها ها إيه إيه أنا وما حدا غيري .
بعدين وينك ، رح خبرك هالشغلة وأمري لله . رح قول : أسوارة العروس أحلى ما غنت وقالت الست فيروز .
عندك اعتراض ؟؟ خبرني لشوف .
هكذا ، بصوته الأجش ، وبخفة دمه منقطعة النظير ، وبثقة عالية وتواضع وتمكن من الرأي أجاب العبقري ( الظريف ) فيليمون وهبة على سؤال وجهه له المحاور وهو :
من لحّن أسوارة العروس أستاذ فيليمون ؟؟ الناس محتارة بينك وبين ابنها العبقري زياد .
هنا ، وبهذا اللحن بالذات ، قد ضعضع فيليمون وهبة كيان المعاهد والأكاديميات والعلوم الموسيقية .
قد ضعضع هذا لصالح الموهبة .
هذا اللحّن ، الذي لا يعرف النوتة الموسيقية ، ولا العزف على أي آلة ، ولا يتعامل بهما ، ولا بالمقامات .
بل ويسخر من تلك الأمور حين يفاضلهما مع الموهبة .
قد ضعضع كيان المعاهد ، لماذا ؟؟
لأن لحن أسوارة العروس هو معهد بحد ذاته ، هو مادة كاملة ، من المقامات والنوتة ، والعزف وطريقة الأداء ، وإيحاءات اللحن .
تركيبة عجيبة ، تعج بالنقلات بين المقامات المتباعدة نوعاً ما ، وفي أضيق الجمل الموسيقية ، وأقصرها .
فيليمون صاحب الرأي والنهج الذي يقول لكل من يريد أن يلحّن :
لا تعقدها ، حط ببالك إنو لازم الطفل الصغير يرقص ويحفظ اللحن من أول مرة يسمعه ، مثلو مثل الكبير . أترك المراجل و( الحجاز والشهيناز والدو والري ، وذات السن وذات القرن ، والفزلكات هذول ) لا تجيب معك كتبتك وتفتّل عضلاتك منشان تلحّن ، تعال مثل ما أنت ، بأواعي النوم أو بلا أواعي ، ولحّن ....
وهذا ما قدمه في معظم أعماله ، لكن بأسوارة العروس قد حقق أشياء أخرى ، وهي :
قمة الحنكة الأكاديمية المبطنة بالبساطة والموهبة البكر .
باختصار : بالأغنية استخدم حوالي 7 مقامات ، وتنقل بينها بسلاسة وانسياب لا يمكن أن يشعر بها عصفور نائم .
بالمقدمة ، يبدأ بداية تنذر بهول ما ، ثم ينساب لحن المقدمة مفعم بالحيرة .
أسوارة العروس مشغولة بالذهب ... وأنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب
رسائل الغياب مكتوبة بالسهر ......... وأنت بالعز مكتوب يا تراب الجنوب
وبتولع حروب ، وبتنطفي حروب ... وبتظلك حبيبي يا تراب الجنوب .
يا سلام على المعاني ، يا سلام على اللحن ، يا سلام على الصوت الذي حملهما .
قبل مقطع ( اللي حامل عاكتافه ، زيتون وسنابل .... )
تسحب اللازمة الموسيقية من القلب الحائر أقوالاً لا تصوغها لغة ، ببساطة لحن على مقام بسيط ، بآلة موسيقية مفعمة ببساطة وقوة الطبيعية .
اللي حامل عاكتافو زيتون وسنابل ، قلعة بحر صور ، صخرة جبل عامل
اللي حامل أوراق ، شعرا وعشاق ، القمر مخبيلن لأعراسن خواتم
ما بيقدر يحمل ظالم
ززوشو ما إجا شعوب ، وشو ما راح شعوب
كلن رح بيفلّو ،
وبيبقى الجنوب .
بهذا المقطع كان آخر ما توصل له صوت فيروز من الإيحاء .
أما اللازمة الموسيقية التي تلي هذا المقطع وتسبق :
لما بغني إسمك ، بشوف صوتي غِلي ( صار غالي ) ، إيدي صارت غيمة وجبيني عِلي
الشمس بتطلع سودة ، وبييبس الموج ، إذا بفكر إنو ترابك مش إلي .......
هنا ، غناء لأغلى تراب
هنا ، غناء لتراب جريح
هنا ، قمة الاعتزاز وقمة الحزن
هنا ، وهنا ، وهنا .
كلها قيلت باللازمة الموسيقية التي سبقت هذا القول .
قطعة تُوغل القلب بأتون التشظّي ، بها فرح عارم ، وحماس صارخ ، ورقص ، وحزن وضحك وبكاء ، وجرح بقلب الشاعر ، وبلسم لقلوب أخرى .
على أسهل المقامات الشرقية وأبسطها على الإطلاق ، بأعذب الآلات قيلت .
ما هذا العبقري الذي صاغ هذه القطعة ؟؟
إنه ( فيليمون وهبة ) الذي لم يفكّر بكل ما فعل هنا ، بل انبثق منه هذا العمل بتلقائية ، وكأن تراب الجنوب هو القائل وهو الملحن وهو المؤدي ، بكل جدارة .
قد وصلت رسالتك ، قد وصل قولك يا تراب الجنوب ، قد شعرت بك قلوب الدنيا في ( شيفرة ) أسوارة العروس .
بهذا المقطع ، قد وصلت جذوة اللحن به إلى آخر حدود إحساس صوت فيروز ، قد أظهرت تقنية وكنه صوتها الرائع بسابقة لم تحدث قبل ولن تحدث بعد .
حين سمعت هذا المقطع ، تمنيت أن أكون تراب الجنوب . قد زرعت هذه الأغنية تراب الجنوب أيقونة بالقلب .
أسوارة العروس ، بعد أن صيغت كلماتها من قلب الشاعر ( جوزيف حرب ) ولُحّنها فيليمون وهبة بنصف الثمانينيات ، قد أصبحت ( أم ولّادة ) لأعمال فيليمون بعدها ، بل ولأعمال كثيرة بعدها ، وقد غيرت طريقة تلحين الأغاني الوطنية .
أستطيع القول بأن : ورقو الأصفر شهر أيلول ، طلعلي البكي ، وبواب بواب شي غرب شي صحاب ، يا رايح ، ياقونة شعبية ، لما عالباب ...
هذه كلها بنات أسوارة العروس ، كلها صيغت من نفس الملكة اللحنية التي أطلقت أسوارة العروس .
قد تولّدت هذه المَلَكة التلحينية عند فيليمون وهبة ، بعد وفاة العبقري عاصي الرحباني .
حيث كانت أعمال فيليمون قبل وفاة عاصي ، مقرونة بالرد على أعمال الرحابنة بزعامة عاصي ، مقرونة بجوهم ومناخهم الموسيقي ، لذا كانت عطاءات فيليمون دائما موجهة بهذا الاتجاه .
وبعد وفاة زعيم الميناء ( عاصي الرحباني ) تحرّرت مَلَكة فيليمون من العطاء ( المقرون دون قصد ) . وظهر أن بها ينابيع رائعة وعظيمة ، لم يجوبها فيليمون من قبل .
أسوارة العروس :
أغنية الصباح الرقيقة ، أغنية المساء الشجية ، أغنية الحب والوله ، أغنية الحماس والنضال ، والجرح العميق ، والفرح .
أغنية ، كانت الدليل لكل أكاديميو ومنظرو التكنولوجية والف
وليد غالب بلان
إيه إيه ، لكان مين ؟؟
إيه أنا اللي عملتها .
وينك ؟؟ ليش مين غيري أنا بيقدر بيعمل هيك ؟؟ ها ها ها ها إيه إيه أنا وما حدا غيري .
بعدين وينك ، رح خبرك هالشغلة وأمري لله . رح قول : أسوارة العروس أحلى ما غنت وقالت الست فيروز .
عندك اعتراض ؟؟ خبرني لشوف .
هكذا ، بصوته الأجش ، وبخفة دمه منقطعة النظير ، وبثقة عالية وتواضع وتمكن من الرأي أجاب العبقري ( الظريف ) فيليمون وهبة على سؤال وجهه له المحاور وهو :
من لحّن أسوارة العروس أستاذ فيليمون ؟؟ الناس محتارة بينك وبين ابنها العبقري زياد .
هنا ، وبهذا اللحن بالذات ، قد ضعضع فيليمون وهبة كيان المعاهد والأكاديميات والعلوم الموسيقية .
قد ضعضع هذا لصالح الموهبة .
هذا اللحّن ، الذي لا يعرف النوتة الموسيقية ، ولا العزف على أي آلة ، ولا يتعامل بهما ، ولا بالمقامات .
بل ويسخر من تلك الأمور حين يفاضلهما مع الموهبة .
قد ضعضع كيان المعاهد ، لماذا ؟؟
لأن لحن أسوارة العروس هو معهد بحد ذاته ، هو مادة كاملة ، من المقامات والنوتة ، والعزف وطريقة الأداء ، وإيحاءات اللحن .
تركيبة عجيبة ، تعج بالنقلات بين المقامات المتباعدة نوعاً ما ، وفي أضيق الجمل الموسيقية ، وأقصرها .
فيليمون صاحب الرأي والنهج الذي يقول لكل من يريد أن يلحّن :
لا تعقدها ، حط ببالك إنو لازم الطفل الصغير يرقص ويحفظ اللحن من أول مرة يسمعه ، مثلو مثل الكبير . أترك المراجل و( الحجاز والشهيناز والدو والري ، وذات السن وذات القرن ، والفزلكات هذول ) لا تجيب معك كتبتك وتفتّل عضلاتك منشان تلحّن ، تعال مثل ما أنت ، بأواعي النوم أو بلا أواعي ، ولحّن ....
وهذا ما قدمه في معظم أعماله ، لكن بأسوارة العروس قد حقق أشياء أخرى ، وهي :
قمة الحنكة الأكاديمية المبطنة بالبساطة والموهبة البكر .
باختصار : بالأغنية استخدم حوالي 7 مقامات ، وتنقل بينها بسلاسة وانسياب لا يمكن أن يشعر بها عصفور نائم .
بالمقدمة ، يبدأ بداية تنذر بهول ما ، ثم ينساب لحن المقدمة مفعم بالحيرة .
أسوارة العروس مشغولة بالذهب ... وأنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب
رسائل الغياب مكتوبة بالسهر ......... وأنت بالعز مكتوب يا تراب الجنوب
وبتولع حروب ، وبتنطفي حروب ... وبتظلك حبيبي يا تراب الجنوب .
يا سلام على المعاني ، يا سلام على اللحن ، يا سلام على الصوت الذي حملهما .
قبل مقطع ( اللي حامل عاكتافه ، زيتون وسنابل .... )
تسحب اللازمة الموسيقية من القلب الحائر أقوالاً لا تصوغها لغة ، ببساطة لحن على مقام بسيط ، بآلة موسيقية مفعمة ببساطة وقوة الطبيعية .
اللي حامل عاكتافو زيتون وسنابل ، قلعة بحر صور ، صخرة جبل عامل
اللي حامل أوراق ، شعرا وعشاق ، القمر مخبيلن لأعراسن خواتم
ما بيقدر يحمل ظالم
ززوشو ما إجا شعوب ، وشو ما راح شعوب
كلن رح بيفلّو ،
وبيبقى الجنوب .
بهذا المقطع كان آخر ما توصل له صوت فيروز من الإيحاء .
أما اللازمة الموسيقية التي تلي هذا المقطع وتسبق :
لما بغني إسمك ، بشوف صوتي غِلي ( صار غالي ) ، إيدي صارت غيمة وجبيني عِلي
الشمس بتطلع سودة ، وبييبس الموج ، إذا بفكر إنو ترابك مش إلي .......
هنا ، غناء لأغلى تراب
هنا ، غناء لتراب جريح
هنا ، قمة الاعتزاز وقمة الحزن
هنا ، وهنا ، وهنا .
كلها قيلت باللازمة الموسيقية التي سبقت هذا القول .
قطعة تُوغل القلب بأتون التشظّي ، بها فرح عارم ، وحماس صارخ ، ورقص ، وحزن وضحك وبكاء ، وجرح بقلب الشاعر ، وبلسم لقلوب أخرى .
على أسهل المقامات الشرقية وأبسطها على الإطلاق ، بأعذب الآلات قيلت .
ما هذا العبقري الذي صاغ هذه القطعة ؟؟
إنه ( فيليمون وهبة ) الذي لم يفكّر بكل ما فعل هنا ، بل انبثق منه هذا العمل بتلقائية ، وكأن تراب الجنوب هو القائل وهو الملحن وهو المؤدي ، بكل جدارة .
قد وصلت رسالتك ، قد وصل قولك يا تراب الجنوب ، قد شعرت بك قلوب الدنيا في ( شيفرة ) أسوارة العروس .
بهذا المقطع ، قد وصلت جذوة اللحن به إلى آخر حدود إحساس صوت فيروز ، قد أظهرت تقنية وكنه صوتها الرائع بسابقة لم تحدث قبل ولن تحدث بعد .
حين سمعت هذا المقطع ، تمنيت أن أكون تراب الجنوب . قد زرعت هذه الأغنية تراب الجنوب أيقونة بالقلب .
أسوارة العروس ، بعد أن صيغت كلماتها من قلب الشاعر ( جوزيف حرب ) ولُحّنها فيليمون وهبة بنصف الثمانينيات ، قد أصبحت ( أم ولّادة ) لأعمال فيليمون بعدها ، بل ولأعمال كثيرة بعدها ، وقد غيرت طريقة تلحين الأغاني الوطنية .
أستطيع القول بأن : ورقو الأصفر شهر أيلول ، طلعلي البكي ، وبواب بواب شي غرب شي صحاب ، يا رايح ، ياقونة شعبية ، لما عالباب ...
هذه كلها بنات أسوارة العروس ، كلها صيغت من نفس الملكة اللحنية التي أطلقت أسوارة العروس .
قد تولّدت هذه المَلَكة التلحينية عند فيليمون وهبة ، بعد وفاة العبقري عاصي الرحباني .
حيث كانت أعمال فيليمون قبل وفاة عاصي ، مقرونة بالرد على أعمال الرحابنة بزعامة عاصي ، مقرونة بجوهم ومناخهم الموسيقي ، لذا كانت عطاءات فيليمون دائما موجهة بهذا الاتجاه .
وبعد وفاة زعيم الميناء ( عاصي الرحباني ) تحرّرت مَلَكة فيليمون من العطاء ( المقرون دون قصد ) . وظهر أن بها ينابيع رائعة وعظيمة ، لم يجوبها فيليمون من قبل .
أسوارة العروس :
أغنية الصباح الرقيقة ، أغنية المساء الشجية ، أغنية الحب والوله ، أغنية الحماس والنضال ، والجرح العميق ، والفرح .
أغنية ، كانت الدليل لكل أكاديميو ومنظرو التكنولوجية والف
وليد غالب بلان